منتديات ستار تازا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الورد سلطان الزهور

اذهب الى الأسفل

الورد سلطان الزهور Empty الورد سلطان الزهور

مُساهمة  Admin الخميس يوليو 24, 2008 3:29 pm

ومن بين ما قاله الشعراء تفضيلا للورد وتأكيدا لرئاسته، أبيات الشاعر أبو الطيب العلمي :
ورد الربـيع، فمـرحبا بـوروده
وبـنور بـهجـتـه ونور وروده
وبـحسن منظره وطـيب نسيمه
وأنـيـق ملبـسه ووشي بـروده
والورد في أعلى الغـصون كأنـه
مـلك تـحف به سراة جنـوده

فهذه الأبيات خير تعبير عن مكانة الورد، وغير من الأزهار لصالحه دون منازع. وما يساعد على ذلك أن الشعراء العرب كتبوا أبياتا من الشعر على لسان الأزهار تبايع الورد وتشهد له:



شـهد النرجـس والله يـرى
صحة الـنيات منـها والمرض
إن للـورد عـلـيه بيـعـه
أكدت عقدا فما أن تنتـقـض




الـورد و الآس

والشعراء الذين فضلوا الآس على الورد، لم يفضلوه، إلا لمزية واحدة وهي طول مقامه، وهم في هذه الحالة يرجون أن ينعكس ذلك في التعبير عن دوام حبهم وأزليته، بل أن البعض منهم يرى في عدم طول مقام الورد مزية له.

كما تمنى البعض أن يصبح الورد أسا ليطول بقاؤه، كما في البيتين:



وصلت، وكـان الـورد أول ما بدا
فـلما تولى الـورد ولـت مع الورد
فـيـا ليـت أن الـورد أس فـأنه
يدوم عـلى الحـالين في الحـر والبرد



والواضح في هذين البيتين أن الشاعر يصف إطلالة حبيبته مشبها إياها بإطلالة الورد، ولكنها سرعان ما غابت عن الأنظار، فيتمنى الشاعر أن يطول عمر الورد ويصبح أسا فتبقى حبيبته أمام ناظريه، ويبقى جمالها وجمال الورد صنوين يملان عينيه وقلبه. فيدوم حبه ويدوم تمتعه برؤية الحبيبة.

وإلى ذلك كله، فقد اِتخذ الشعراء من الورد رمزا للتعبير عن دواخلهم وعما يجري حولهم، وعن علاقاتهم الاجتماعية وظواهرها.

فالشاعر أبو دلف العجلي، لم يجد أفضل من الاستعانة بالورد ليبرهن لممدوحه دوام حبه واحترامه، وبقاءه على العهد، ووفاءه لمولاه، فستعار قصر عمر الورد ليعبر عمن لا عهد له.

والمعروف أن أبا دلف، أحد كبار الأمراء الشعراء، قلده الخليفة العباسي هارون الرشيد، أعمال الجيش وكان من قادة المأمون، وله أخبار كثيرة في الأدب، وهو من العلماء بصناعة الغناء، يقول الشعر ويلحنه، قال أبو دلف يمدح طاهر بن الحسين أمير خرسان:


أرى ودكـم كـالـورد ليـس
ولا خير فيمن لا يدوم لـه عـهد
وحبي لكم كالآس حسنا ونضـرة
له زهـرة تبقى إذا فـني الـورد

فرد عبد الله على ابيات أبي دلف :


وشبهت ودي الورد وهـو شبـيه
وهل زهـرة إلا وسـيدها الـورد
وودك كـالآس المـرير مـذاقـه
وليـس في الطـيب قبل ولا بـعد


والظاهر من أبيات أبي دلف، أنه أراد معاتبة ممدوحه على غضبه منه، وأن وده وصداقته له ليست آنية تزول بسرعة، وإنما هي ثابتة قوية متينة، باقية على الدوام فلم يجد افضل من الاستعانة بالورد وعمره، للدلالة على عدم دوام الصداقة والحب والمودة، فشبه المودة الزائلة لقصر عمره، ثم شبه مودته بالآس الذي يدوم ويستمر، ويعمر فيما الورد يفنى ويزول.



سـيـد الـزهـور

ولكن عبد الله بن الحسين، في أبياته يرد على أبي دلف، مفضلا الورد، ومفضلا أن تكون صداقته كالورد لأنه سيد الزهور وأرقها وأجملها وألطفها، فيما الآس مرر المذاق ولا يحسب له حساب بين الأطايب فهو إذا يريد صداقة لطيفة طيبة المذاق والنكهة جميلة جمال الورد وليس صداقة متوترة، مرة كمذاق الآس المرير.

والشاعر أبو نواس، يدعو عاذله بتعاطي الشراب، وعدم قدرته على الإقلاع عنه، فيلجأ إلى الاستعانة بالعلاقة بين الورد والآس.



يا عـاذلي بـملام مر بالـيأس
فلست أقلع عن ريحانة الكـأس
تباعد العذل عن قلبي على ثـقة
كما تـباعد بين الـورد والآس



ومن الإشارات التي وردت في هذا الموضوع، ما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية التي تسود المجتمع، تلك العلاقات التي عبرت عنها الأشعار الإخوانية فالشاعر يعبر بصدق عن مشاعره وأحاسيسه تجاه والده وهو يصف الورد فيقول:


يـا من تآزر بالـمكارم وارتـدى
بالمـجد والـفضل الرفيق الفائـق
انـظر إلى خـد الربيع مـركـبا
في وجـهه هذا المهرجـان الرائـق
ورد تقـدم إذ تـأخر واغتـدى
فـي الحسن والإحسان أول سـابق
وافـاك مشتـملا بثوب حيائـه
خـجلا لأن حـياك آخر لاحـق



الـورد و الـصداقـة

وهذا شاعر آخر، يختار أن يصف الورد الأبيض والأحمر، وهو في الحقيقة يدعو صديقا له إلى الفصد، مستغلا المناسبة ليعرب عن مشاعره تجاه صديقه وما يكن له من ود وصداقة واحترام .



ما يطيـب التفجير دون صديق
ممحـص مخـلص شقـيق شفيق
وقـد اخـترته نـهارا بـهيا
كـحيــاك مستنـير الشروق
عـندنا الـورد قد تآلف لونين
لـون المـها ولـون العـقيـق
كـخدود تبـرقت بـحيـاء
فـوق إيباجـها الأنيق الدقيـق
فـتفـضل وخـف نحو صديق
أنت في نـفسه أجـل صديـق

وكثيرا ما نرى في تلك الأشعار، تعبيرا عن العلاقات الاجتماعية القائمة بين أركان المجتمع، وبين أركان الحكم، بين الوزراء والوزراء وبين الوزراء والأدباء والكتاب، والوزراء والملوك والرؤساء والعامة والملوك والوزراء.

ومن بين ما نجده في الأدب العربي المتعلق بالورد، استدعاؤه للعادات والتقاليد الاجتماعية والاستعانة بها وتصويرها، فلا شك أن لكل مجتمع تقاليده وعاداته، ومن جملة تقاليد ناسنا في المجتمع العربي ارتداء السواد حدادا، في بلاد الأندلس كان على العكس، إذ كانوا يرتدون الملابس البيضاء للتعبير عن حدادهم. وقد اعتادوا ذلك من عهد دولة بني أمية تحديا للعباسيين الذين كان شعارهم السواد.

والشاعر أبو عمر أحمد بن فرج يشير إلى هذا المذهب عندما يصف نرجس:





ونـرجس تـظرف أجفانه
كمقلة قـد دب فيها السوسن
كأنه من صفـرة عـاشق
يلـس للبـين ثـوب الحزن
Admin
Admin
مدير المنتدى
نقاط التميز: 1514
مدير المنتدىنقاط التميز: 1514

ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 38
العمل/الترفيه : الأنترنيت كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

https://startaza.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى