منتديات ستار تازا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

---- الـــــنــــفـــــس الـلــــوامــة ----

اذهب الى الأسفل

---- الـــــنــــفـــــس الـلــــوامــة ---- Empty ---- الـــــنــــفـــــس الـلــــوامــة ----

مُساهمة  Admin الإثنين أغسطس 04, 2008 6:13 pm

النفس اللوامة ***

زياد أبو رجائي



{ لا أقسم بيوم القيامة * ولا أقسم بالنفس اللوامة } فقد تضمن الأقسام ثبوت الجزاء ومستحق الجزاء وذلك يتضمن إثبات الرسالة والقرآن والمعاد وهو سبحانه يقسم على هذه الأمور الثلاثة ويقررها أبلغ التقرير لحاجة النفوس إلى معرفتها والإيمان بها وأمر رسوله أن يقسم عليه كما قال تعالى { ويستنبئونك : أحق هو ؟ قل : إي وربي إنه لحق } وقال تعالى { وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم } وقال تعالى { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير } فهذه ثلاثة مواضع لارابع لها يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم أن يقسم على ما أقسم عليه هو سبحانه من النبوة والقرآن والمعاد
فأقسم سبحانه لعباده وأمر أصدق خلقه أن يقسم لهم وأقام البراهيم القطعية على ثبوت ما أقسم عليه فأبى الظالمون إلا جحودا وتكذبيا
واختلف في النفس المقسم بها ههنا هل هي خاصة أوعامة ؟ على قولين بناء على الأقوال الثلاثة في اللوامة فقال ابن عباس : كل نفس تلوم نفسها يوم القيام يلوم المحسن نفسه أن لايكون ازداد إحسانا ويلوم المسيء نفسه أن لايكون رجع عن إساءته واختار الفراء قال : ليس من نفس برة ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها إن كانت عملت خيرا قالت : هلا ازددت خيرا ؟ وإن كانت عملت سوءا قالتك يا ليتني لم أفعل
والقول الثاني : أنهاخاصة ؟ قال الحسن هي النفس المؤمنة وأن المؤمن - والله - لاتراه إلا يلوم نفسه على كل حالة لأنه يستقصر في كل ماتفعل فيندم ويلوم نفسه وإن الفاجر يمضي قدما لا يعاتب نفسه
والقول الثالث : أنها النفس الكافرة وحدها قاله قتاده ومقاتل وهي النفس الكافرة تلوم نفسها في الآخرة على مافرطت في أمر الله
قال شيخنا : والأظهر أن المراد نفس الإنسان مطلقا فإن نفس كل إنسان لوامة كما أقسم بجنس النفس في قوله { ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها } فإنه لابد لكل إنسان أن يلوم نفسه أوغيره على أمره ثم هذا اللوم قد يكون محمودا وقد يكون مذموما كماقال تعالى { فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون * قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغين } وقال تعالى { يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم } فهذا اللوم غير محمود وفي الصحيحين في قصة احتجاج آدم وموسى [ أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن أخلق ؟ ] فحج آدم موسى فهو سبحانه يقسم على صفة النفس اللوامة كقوله { إن الإنسان لربه لكنود } وعلى جزائها كقوله { فوربك لنسألنهم أجمعين } وعلىتباين عملها كقوله { إن سعيكم لشتى } وكل نفس لوامة فالنفس السعيدة تلوم على فعل الشر وترك الخير فتبادر إلى التوبة والنفس الشقية بالضد من ذلك
وجمع سبحانه في القسم بين محل الجزاء وهو يوم القيامة ومحل الكسب وهو النفس اللوامة ونبه سبحانه بكونها لوامة على شدة حاجتها وفاقتها وضرورتها إلى من يعرفها الخير والشر ويدلها عليه ويرشدها إليه ويلهمها إياه فيجعلها مريدة للخير مرشدة له كارهة للشر مجانبة له لتخلص من اللوم ومن شر ما تلوم عليه ولأنها متلومة مترددة لا تثبت على حال واحدة فهي محتاجة إلى من يعرفا ماهو أنفع لها في معاشها ومعادها فتؤثرة وتلوم نفسها عليه إذا فاتها فتتوب منه إن كانت سعيدة ولتقوم عليها حجة عدله فيكون لومها في القيامة لنفسا عليه لوما بحق قد أعذر الله خالقها وفاطرها إليها فيه ففي صفة اللوم تنبيه على ضرورتها إلى التصديق بالرسالة والقرآن وأنها لاغنى لها عن ذلك ولا صلاح ولا فلاح بدونه البتة ولما كان يوم معادها هو محل ظهور هذا اللوم وترتب أثره عليه قرن بينهما في الذكر
Admin
Admin
مدير المنتدى
نقاط التميز: 1514
مدير المنتدىنقاط التميز: 1514

ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 38
العمل/الترفيه : الأنترنيت كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

https://startaza.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى