منتديات ستار تازا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العمدة في محاسن الشعر وآداب

اذهب الى الأسفل

العمدة في محاسن الشعر وآداب Empty العمدة في محاسن الشعر وآداب

مُساهمة  Admin الخميس يوليو 24, 2008 3:21 pm

أحبتنا في منتدى الشعر الفصيح، أبدأ اليوم معكم في نقل كتاب على شكل سلسلة موضوعات، وهو كتاب أخاله مهما للجميع، فللشعراء هو سبيل لا غنى عنه للتعرف على محاسن الشعر ومحسناته، ومداخله ومخارجه، وما يكون فيه من ضروب الكلام وافانين الزينة، ومتى تصح وكيف تجوز، فيساعده ذلك على جعل نظمه أحسن وأجمل وأوقر في النفس، فالفطرة التي يفطر عليها الشاعر، لا بد لها من محرك ومن دراسة لتكتمل أدوات الناظم لديه. وبالنسبة للقارئ العادي أيضا هي بذات الأهمية، إذ تساعده على تحسين ذائقته، وتحسس ما يمر على لسانه أو تحت عينيه من صور تشد الذهن وتلامس المشاعر وتحرك العواطف.

والكتاب المعني بالنقل يعتبره البعض من أهم ما ألف في مجاله وأكثرها جمعا لما يتعلق بالشعر من بحور وقوافي وعلل، وفي تفصيل المجسنات وجمالها، والبلاغة ومجالها، وفي ذكر ما يتعلق بالشعراء وبالشعر بشكل عام، ولأن الكتاب طويل نسبيا فهو ورقيا في تسعة عشر ومائتي صفحة، فالسلسلة ستطول، وسأحاول بإذن الله أن أجعلها موضوعا كل يومين، ونسأل الله التوفيق على كل حال.

وفي هذا الموضوع الأول، سيقتصر الأمر على ترجمة لصاحب الكتاب ثم حديث موجز عن الكتاب، ولأني لم أذكر اسمه حتى الساعة فلا بد أن الفضول يكاد يودي بكم الآن ولن أطيل، فصاحب الكتاب هو ابن رشيق القيرواني، أما الكتاب فهو كتاب العمدة في محاسن الشعر وآدابه، والذي يعتبر أشهر كتبه وأغناها مادة.

ابن رشيق القيرواني

ذكر ابن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان" ابن رشيق القيرواني وذلك في الصفحات من 158 إلى 160 فقال:

" أبو علي الحسن بن رشيق المعروف بالقيرواني؛ أحد الأفاضل البلغاء، له التصانيف المليحة منها: كتاب العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وكتاب الأنموذج والرسائل الفائقة والنظم الجيد.
قال ابن بسام في كتاب الذخيرة: بلغني أنه ولد بالمسيلة (مدينة في شرق الجزائر، تعتبر موئل بني هلال، والقبائل العربية في المنطقة )وتأدب بها قليلاً، ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست وأربعمائة. وقال غيره: ولد بالمهدية (والأمر غير واضح، فهناك المهدية في المغرب الأقصى، وكذا المهدية في الجزائر، وأيضا مهدية ثالثة في تونس ) سنة تسعين وثلثمائة،، وأبوه مملوك رومي من موالي الأزد، وتوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة. وكانت صنعة أبيه في بلدة - وهي المحمدية - الصياغة، فعلمه أبوه صنعته، وقرأ الأدب بالمحمدية، وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيد منه وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى القيروان واشتهر بها ومدح صاحبها واتصل بخدمته، ولم يزل بها إلى أن هاجم العرب القيروان وقتلوا أهلها وأخربوها، فانتقل إلى جزيرة صقلية، واقام بمازر إلى أن مات.
ورأيت بخط بعض الفضلاء أنه توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة بمازر، والأول أصح، رحمه الله تعالى، وهي قرية بجزيرة صقلية-وسيأتي ذكرها في ترجمة المازري إن شاء الله تعالى - وقيل إنه توفي ليلة السبت غرة ذي القعدة سنة ست وخمسين وأربعمائة بمازر -، والله أعلم.

وكانت بينه وبين ابن شرف القيروان وقائع ومجريات وهما أديبا بلاد المغرب وشاعراها. وكان ابن شرف أعور؛ قيل: مر يوماً وبيده كتاب فقال له ابن رشيق: ما في كتابك? قال: الدريدية، يعرض بقول ابن دريد فيها:

والعبد لا يردعه إلا العصا

يشير إلى أنه مولى، فقال له ابن رشيق:

أما أبي فرشيق لسـت أنـكـره قل لي أبوك وصوره من الخشب

ومن شعره أيضاً وقد غاب المعز بن باديس عن حضرته وكان العيد ماطراً:

تجهم العيد وانهـلـت بـوادره وكنت أعهد منه البشر والضحكا
كأنه جاء يطوي الأرض من بعد شوقاً إليك فلما لم يجدك بكـى

وقال أيضاً وقد أمره المعز بوصف أترجة مصبعة كانت بين يديه بديهاً:

أترجة سبطة الأطراف ناعـمة تلقى العيون بحسن غير منحوس
كأنها بسطت كفاً لخـالـقها تدعو بطول بقاء لابن بـاديس

ومن شعره أيضاً:

لو اورقت من دم الأبطال سمر قنا لأورقت عنده سمر القنا الـذبل
إذا توجه فـي أولى كـتائبـه لم تفرق العين بين السهل والجبل
فالجيش ينفض حوليه أسـنـته نفض العقاب جناحيها من البلل

هذا البيت من فرائده وهو ملتفط من قول أبي صخر الهذلي:

وإني لتعروني لذكـرك فـتـرة كما انتفض العصفور بلله القطر

ولابن رشيق المذكور رحمه الله تعالى:

ومن حسنات الدهر عندي لـيلة من العلم لم تترك لأيامها ذنبـا
خلونا بها ننفي الكرى عن جفوننا بلؤلؤة مملوءة ذهباً سـكـبـا
وملنا لتقبيل الخدود ولثـمـهـا مميل جياع الطير تلتفط الحبـا

ومن شعره أيضاً:

صنم من الكافور بات معانقـي في حلتين تعفـف وتـكـرم
فكرت ليلة وصله فـي صـده فجرت بقايا أدمعي كالعـنـدم
فطفقت أمسح ناظري في نحره إذ شيمة الكافور إمساك الـدم

ومن شعره رحمه الله:

قالوا رأينا فلاناً ليس يوجـعـه ما يوجع الناس من هجو به قذفا
فقلت لو أنـه حـي لأوجـعه لكنه مات من جهل وما عرفـا
وما هجوت فلاناً غير تـجـربة وذو الرماية لا يستشعر الهدفـا

ومن شعره:

أحب أخي وإن أعرضت عنه وقيل على مسامعه كلامـي
ولي في وجهه تقطيب راض كما قطبت في وجه المـدام
ورب تقطب من غير بغض وبغض كامن تحت ابتسـام

ومن شعره:

يا رب لا اقوى علـى دفع الأذى وبك استعنت على الضعيف الموذي
ما لي بعثت إلي ألـف بـعـوضة وبعثت واحـدة إلـى نـمـروذ

ومن شعره على ما حكاه ابن بسام في "الذخيرة":

أسلمني حب سليمـانـكـم إلى هوى أيسره الـقـتـل
قالت لنا جنـد مـلاحـاتـه لما بدا ما قالت الـنـمـل
قوموا ادخلوا مسكنكم قبل أن تحطمك أعينه الـنـجـل

وله وقد كبر وضعف مشيه، وهو معنى غريب:

إذا ما خففت كعهد الصبـا أبت ذلك الخمس والأربعونا
وما ثقلت كبـراً وطـأتي ولكن أجر ورائي السنينـا

وله أيضاً:

وقائلة ما ذا الشحوب وذا الضنى فقلت لها قول المشوق المتـيم
هواك أتاني وهو ضيف أعـزه فأطعمته لحمي واسقيته دمـي

ومن تصانيفه أيضاً: قراضة الذهب، وهو لطيف الجرم كبير الفائدة، وله كتاب الشذوذ في اللغة، يذكر فيه كل كلمة جاءت شاذة في بابها. وكتاب طراز الأدب وكتاب الممادح والمذام وكتاب متفق التصحيف وكتاب تحرير الموازنة وكتاب الاتصال وكتاب المن والفداء وكتاب غريب الأوصاف التشبيهات لما انفرد به المحدثون وكتاب أرواح الكتب وكتاب شعراء الكتاب وكتاب المعونة في الرخص والضرورات وكتاب الرياحين وكتاب صدق المدائح وكتاب الأسماء المعربة وكتاب إثبات المنازعة وكتاب معالم التاريخ وكتاب التوسع في مضايق القول وكتاب الحيلة والاحتراس. وكانت بينه وبين أبي عبد الله محمد بن أبي سعيد بن أحمد المعروف بابن شرف القيرواني وقائع وماجريات يطول شرحها، وقصدنا الاختصار.
ورشيق: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها قاف"

اوهذا عن الكاتب أما الكتاب الذي سينقل بحول الله فهو كتابه:

العمدة في محاسن الشعر وآدابه

أشهر تآليف ابن رشيق القيرواني التي تنيف على ثلاثين كتاباً، وهو الكتاب الذي خلد اسمه وشهره من بين آثاره، وقد أراد له أن يكون موسوعة في الشعر ومحاسنه ولغته وعلومه ونقده وأغراضه، والبلاغة وفنونها، وما لابد للأديب من معرفته من أصول علم الأنساب، وأيام العرب، وملوكها وخيولها وبلدانها، وفيه 59 باباً في فصول الشعر وأبوابه، و39 باباً في البلاغة وعلومها و 9 أبواب في فنون شتى. ومن أبوابه الممتعة باب سرقة الشعر وأنواعها: كالسلخ والاصطراف والانتحال والإغارة والغصب والمرادفة والاهتدام والإلمام والاختلاس والمواردة. قال ابن خلدون: (وهو الكتاب الذي انفرد بهذه الصناعة وإعطاء حقها، ولم يَكتب فيها أحدٌ قبله ولا بعده مثله) ومن نوادره فيه نقولاته عن كتاب (المنصف) في سرقات المتنبي لابن وكيع التنيسي (ت393هـ). ألف ابن رشيق كتابه ما بين سنة 412هـ و425 وأهداه لأبي الحسن ابن أبي الرجال الشيباني مربي المعز بن باديس ورئيس ديوان كتّابه الذين كان منهم ابن رشيق. ورجع فيه إلى ما ينيف على الثلاثين كتاباً غير الدواوين، منها كتب ضاعت بتمامها كطبقات الشعراء لدعبل، والأنواء للزجاجي، أو ضاع قسم منها كالمنصف لابن وكيع والممتع للنهشلي. وله مختصرات كثيرة أشهرها كتاب الشنتريني المتوفى سنة 549هـ وسماه (جواهر الآداب وذخائر الشعراء والكتاب) منه نسخة في الأسكوريال. وعلى العمدة معول كل من طرق هذا الباب من الكتاب، فعندما طبع سنة 1982م كتاب (كفاية الطالب في نقد كلام الشاعر والكاتب) المنسوب لضياء الدين ابن الأثير تبين أنه نقل عن العمدة مائة وإحدى عشرة صفحة كاملة، وأنه ليس في الكتاب سوى خمس صفحات خالية من النقل عن العمدة. وللعمدة نسخ مخطوطة في الكثير من مكتبات العالم، إلا أن أقدمها لا يتجاوز عام 679هـ وقد أتى على وصفها ووصف طبعات الكتاب منذ طبعته الأولى بتونس سنة 1865م الدكتور محمد قرقزان في طبعته المميزة للعمدة، وأشار في مقدمتها إلى عثرات ابن رشيق وأخطائه وأوهامه، وأتبع ذلك بذكر ما لحق طبعاته المختلفة من التصحيفات والتحريفات، خصوصاً طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد المنشورة سنة 1934م والتي لا تعدو أن تكون طبعة النعساني الحلبي نفسها الصادرة في القاهرة 1907م ولابن رشيق كتاب يعتبر بمثابة الذيل للعمدة سماه (قراضة الذهب في نقد أشعار العرب) وهو مطبوع مرات، أولها في مصر (مكتبة الخانجي 1344هـ) ضمن مجموعة رسائل نادرة. وانظر كتاب (بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق) للمرحوم حسن حسني عبد الوهاب.
Admin
Admin
مدير المنتدى
نقاط التميز: 1514
مدير المنتدىنقاط التميز: 1514

ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 38
العمل/الترفيه : الأنترنيت كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

https://startaza.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى