منتديات ستار تازا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المشُكِلة الشرقية (1875-1878)

اذهب الى الأسفل

المشُكِلة الشرقية (1875-1878) Empty المشُكِلة الشرقية (1875-1878)

مُساهمة  Admin السبت أغسطس 02, 2008 6:30 am

المشُكِلة الشرقية (1875-1878)

تأسيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر وسنواتها الأولى
الحرب الروسية-التركية, 1877-1878.

تطوُّر النزاع
أدى التدهور المستمر في قوة الإمبراطورية العثمانية إلى ظهور الحركات القومية في مقاطَعات البلقان المسيحية.

ففي أغسطس / آب 1875, وقعَ عصيان في الهرسك , انتقل بعد ذلك إلى البوسنة وبلغاريا. وأدى إخماد التمرُّد بطُرُق دموية بالغة القسوة إلى هجرة جماعية للسكان المسيحيين إلى الجبل الأسود وصربيا. وفي يونيه/ حزيران , 1876 أعلنَت هاتان الولايتان الحرب على الإمبراطورية العثمانية. ومع مطلع الخريف كانت جيوشهما قد مُنيَت بالهزيمة.

إلا أن روسيا, حليف الجبل الأسود وصربيا , أرسَلَت قواتها إلى البلقان في 13أبريل/ نيسان 1877 بعد أن تأكَّدَت أولاً أن مملكة النمسا والمجر سوف تقف على الحياد. وأسفر الصدام بين الجارتين في القوقاز والبلقان عن هزيمة القوات التركية على الجبهتين وما تبع ذلك من طلب الإمبراطورية العثمانية عَقد هدنة في 11يناير/ كانون الثاني 1878.

وكانت روسيا ورومانيا واليونان والإمبراطورية العثمانية قد سبق لها أن وقَّعَت على اتفاقية جنيف لعام 1864. ولم تُوجَّه الدعوة إلى الجبل الأسود وصربيا للتصديق على الاتفاقية باعتبارهما من الولايات التابعة للإمبراطورية العثمانية. وبعد وقوع العصيان في الهرسك, اتخذَت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخطوات اللازمة للحصول على تصديق الولايتين على الاتفاقية. وصدَّقَ الجبل الأسود عليها في 29 نوفمبر / تشرين الثاني 1875 , على حين جاء تصديق صربيا عليها في24 مارس/ آذار1876.

ولذ , كانت روسيا وتركيا , الخصمان المُحارِبان , ملتزمتين من الناحية القانونية باتفاقية جنيف عندما نشب النزاع بينهما. واعتباراً من 6 نوفمبر / تشرين الثاني 1876, أخطرَت الإمبراطورية العثمانية سويسرا, البلد الوديَع للاتفاقية, بأنه على الرغم من أن الإمبراطورية العثمانية سوف تحترِم شارة الصليب الأحمر التي تحمي مستشفيات العدو الميدانية ("المستشفيات المتنقلة" كما كانت تُسمى آنذاك ), فإنها سوف تعتمد في المستقبل شارة الهلال الأحمر على خلفية بيضاء بالنسبة لمستشفياتها الميدانية. لقد كان هذا التطور خطوة بالغة الأهمية أثارت الاهتمام بقضية وحدة الشارة الحامية وطرحتها على بساط البحث والنقاش.

وجاء رد فعل اللجنة الدولية على ذلك في مقالة نُشِرَت في عدد يناير / كانون الثاني 1877 من النشرة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر, وذكرَت فيها اللجنة أنه إذا ما رغبَت الدول المُوقِّعَة على اتفاقية جنيف "… أن تنفذ المبادئ الإنسانية التي تقبلها وتؤمن بها تدريجياً إلى كل الشعوب, بصرف النظر عن دياناتها , فلا يجب أن تقف مسألة تتعلق بالمظهر الخارجي عقبة لا يمكن تخطيها أمام نشر هذه المبادئ بين الشعوب غير المسيحية.

إن اعتماد شارة دولية أمرً لا غنى عنه, ولكن لا ينبغي أن يتعارض الاتفاق على هذه النقطة مع التسامح حيال اختلافات بسيطة في التفاصيل…".

لقد كان الهدف الرئيسي للجنة الدولية من اعتمادها لهذا الاقتراح هو الدفاع عن الجرحى في النزاع بين روسيا والإمبراطورية العثمانية. ولذا طلبَت اللجنة الدولية من الصليب الأحمر الروسي أن يحصل على موافقة الحكومة الروسية على الاقتراح التُركي طوال مُدة الحرب. وقد أعلنَ قيصر روسيا في 24 مايو/ أيار 1877 أنه مستعد للاعتراف بحُرمة مستشفيات الميدان التركية, ووافقت الإمبراطورية العثمانية في يونيه / حزيران 1877 , بعد مفاوَضات مضنية, على مبدأ المعاملة بالمثل.

وانتهى النزاع بين البلدين بمعاهدة برلين لعام 1878: احتلت النمسا-المجر البوسنة والهرسك, وفقدت بلغاريا مقدونيا التي ظلت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية , على حين أصبحَت بقية البلد مقاطعة تتمتع بالاستقلال الذاتي. أما الجبل الأسود وصربيا فقد حصلا على استقلالهما.

دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر
في 29نوفمبر/ تشرين الثاني 1875 , الذي يوافِق يوم انضمام الجبل الأسود إلى اتفاقية جنيف لعام 1864 , طلبَت حكومته من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تُرسِل فريقاً من العاملين بها إلى المقاطعة. وتوجَّهَ ثلاثة مندوبين من جنيف في 28 ديسمبر / كانون الأول 1875 وهُم مُزوَّدون بالتعليمات التالية :
ا) تنظيم مساعَدة الجرحى, والمساعدة في إنشاء جمعية للصليب الأحمر ;
ب) مساعَدة الجنود الجرحى والمرضى, واللاجئين بدرجة أقل ;
ج) المساعَدة في نشر مبادئ اتفاقية جنيف أثناء الأعمال العدائية في الهرسك.
وقد استقبلَ الأمير نيكول الأول المندوبين الثلاثة لدى وصولهم إلى سنتيجي , عاصمة الجبل الأسود, في 9 يناير / كانون الثاني 1876.
وتم فعلاً إنشاء جمعية وطنية للصليب الأحمر في الجبل الأسود , وتولى المندوبون الثلاثة مسؤولية تنظيم مستشفى كانت قد أقيمت بطريقة مرتجلة قُرب الحدود. إلا أنهم لم يستطيعوا إجراء اتصالات مع السُلطات التركية في الهرسك , وعادوا إلى جنيف في مارس / آذار 1876.
وفي 14 يوليه / تموز 1877, أقامَت اللجنة الدولية وكالة في تريستا لتقديم المعلومات الخاصة بأسرى الحرب. غير أن المعلومات التي أرسلَتها إليها الأطراف المحارِبة كانت قليلة, وكان السبب الرئيسي لذلك بُعد مكاتبها الكبير عن ميادين المعارك. تطوُّر النزاع

أدى التدهور المستمر في قوة الإمبراطورية العثمانية إلى ظهور الحركات القومية في مقاطَعات البلقان المسيحية.

ففي أغسطس / آب 1875, وقعَ عصيان في الهرسك , انتقل بعد ذلك إلى البوسنة وبلغاريا. وأدى إخماد التمرُّد بطُرُق دموية بالغة القسوة إلى هجرة جماعية للسكان المسيحيين إلى الجبل الأسود وصربيا. وفي يونيه/ حزيران , 1876 أعلنَت هاتان الولايتان الحرب على الإمبراطورية العثمانية. ومع مطلع الخريف كانت جيوشهما قد مُنيَت بالهزيمة.

إلا أن روسيا, حليف الجبل الأسود وصربيا , أرسَلَت قواتها إلى البلقان في 13أبريل/ نيسان 1877 بعد أن تأكَّدَت أولاً أن مملكة النمسا والمجر سوف تقف على الحياد. وأسفر الصدام بين الجارتين في القوقاز والبلقان عن هزيمة القوات التركية على الجبهتين وما تبع ذلك من طلب الإمبراطورية العثمانية عَقد هدنة في 11يناير/ كانون الثاني 1878.

وكانت روسيا ورومانيا واليونان والإمبراطورية العثمانية قد سبق لها أن وقَّعَت على اتفاقية جنيف لعام 1864. ولم تُوجَّه الدعوة إلى الجبل الأسود وصربيا للتصديق على الاتفاقية باعتبارهما من الولايات التابعة للإمبراطورية العثمانية. وبعد وقوع العصيان في الهرسك, اتخذَت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخطوات اللازمة للحصول على تصديق الولايتين على الاتفاقية. وصدَّقَ الجبل الأسود عليها في 29 نوفمبر / تشرين الثاني 1875 , على حين جاء تصديق صربيا عليها في24 مارس/ آذار1876.

ولذ , كانت روسيا وتركيا , الخصمان المُحارِبان , ملتزمتين من الناحية القانونية باتفاقية جنيف عندما نشب النزاع بينهما. واعتباراً من 6 نوفمبر / تشرين الثاني 1876, أخطرَت الإمبراطورية العثمانية سويسرا, البلد الوديَع للاتفاقية, بأنه على الرغم من أن الإمبراطورية العثمانية سوف تحترِم شارة الصليب الأحمر التي تحمي مستشفيات العدو الميدانية ("المستشفيات المتنقلة" كما كانت تُسمى آنذاك ), فإنها سوف تعتمد في المستقبل شارة الهلال الأحمر على خلفية بيضاء بالنسبة لمستشفياتها الميدانية. لقد كان هذا التطور خطوة بالغة الأهمية أثارت الاهتمام بقضية وحدة الشارة الحامية وطرحتها على بساط البحث والنقاش.

وجاء رد فعل اللجنة الدولية على ذلك في مقالة نُشِرَت في عدد يناير / كانون الثاني 1877 من النشرة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر, وذكرَت فيها اللجنة أنه إذا ما رغبَت الدول المُوقِّعَة على اتفاقية جنيف "… أن تنفذ المبادئ الإنسانية التي تقبلها وتؤمن بها تدريجياً إلى كل الشعوب, بصرف النظر عن دياناتها , فلا يجب أن تقف مسألة تتعلق بالمظهر الخارجي عقبة لا يمكن تخطيها أمام نشر هذه المبادئ بين الشعوب غير المسيحية.

إن اعتماد شارة دولية أمرً لا غنى عنه, ولكن لا ينبغي أن يتعارض الاتفاق على هذه النقطة مع التسامح حيال اختلافات بسيطة في التفاصيل…".

لقد كان الهدف الرئيسي للجنة الدولية من اعتمادها لهذا الاقتراح هو الدفاع عن الجرحى في النزاع بين روسيا والإمبراطورية العثمانية. ولذا طلبَت اللجنة الدولية من الصليب الأحمر الروسي أن يحصل على موافقة الحكومة الروسية على الاقتراح التُركي طوال مُدة الحرب. وقد أعلنَ قيصر روسيا في 24 مايو/ أيار 1877 أنه مستعد للاعتراف بحُرمة مستشفيات الميدان التركية, ووافقت الإمبراطورية العثمانية في يونيه / حزيران 1877 , بعد مفاوَضات مضنية, على مبدأ المعاملة بالمثل.

وانتهى النزاع بين البلدين بمعاهدة برلين لعام 1878: احتلت النمسا-المجر البوسنة والهرسك, وفقدت بلغاريا مقدونيا التي ظلت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية , على حين أصبحَت بقية البلد مقاطعة تتمتع بالاستقلال الذاتي. أما الجبل الأسود وصربيا فقد حصلا على استقلالهما.

دور اللجنة الدولية للصليب الأحمر
في 29نوفمبر/ تشرين الثاني 1875 , الذي يوافِق يوم انضمام الجبل الأسود إلى اتفاقية جنيف لعام 1864 , طلبَت حكومته من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تُرسِل فريقاً من العاملين بها إلى المقاطعة. وتوجَّهَ ثلاثة مندوبين من جنيف في 28 ديسمبر / كانون الأول 1875 وهُم مُزوَّدون بالتعليمات التالية :
ا) تنظيم مساعَدة الجرحى, والمساعدة في إنشاء جمعية للصليب الأحمر ;
ب) مساعَدة الجنود الجرحى والمرضى, واللاجئين بدرجة أقل ;
ج) المساعَدة في نشر مبادئ اتفاقية جنيف أثناء الأعمال العدائية في الهرسك.
وقد استقبلَ الأمير نيكول الأول المندوبين الثلاثة لدى وصولهم إلى سنتيجي , عاصمة الجبل الأسود, في 9 يناير / كانون الثاني 1876.
وتم فعلاً إنشاء جمعية وطنية للصليب الأحمر في الجبل الأسود , وتولى المندوبون الثلاثة مسؤولية تنظيم مستشفى كانت قد أقيمت بطريقة مرتجلة قُرب الحدود. إلا أنهم لم يستطيعوا إجراء اتصالات مع السُلطات التركية في الهرسك , وعادوا إلى جنيف في مارس / آذار 1876.
وفي 14 يوليه / تموز 1877, أقامَت اللجنة الدولية وكالة في تريستا لتقديم المعلومات الخاصة بأسرى الحرب. غير أن المعلومات التي أرسلَتها إليها الأطراف المحارِبة كانت قليلة, وكان السبب الرئيسي لذلك بُعد مكاتبها الكبير عن ميادين المعارك.
Admin
Admin
مدير المنتدى
نقاط التميز: 1514
مدير المنتدىنقاط التميز: 1514

ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 38
العمل/الترفيه : الأنترنيت كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

https://startaza.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى