منتديات ستار تازا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عن القرآن .. ...

اذهب الى الأسفل

عن القرآن .. ... Empty عن القرآن .. ...

مُساهمة  Admin الإثنين أغسطس 04, 2008 6:09 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

1- تعريف القرآن .. ------------

إنه من الهام جدا على كل مسلم أن يفهم التعريف الشرعي

للقرآن الكريم الذي بين أيدينا ..
والذي إن كان على علم به .. لاستطاع – وبنفسه – أن يحكم على
أي افتراء أو شبهه في حق كلام الله تعالى ...

فأرجو أن تركزوا معي جيدا في التعريف التالي .. والذي لأهميته ..
ولسهولة فهمه .. تم تقسيمه إلى ست جمل صغيره مع الشرح :

فالقرآن هو :

كلام الله تعالى ...
المُنزل على نبيه محمد ...
بلفظه العربي ...
المُتعبد بتلاوته ...
المكتوب في المصاحف ...
المتواتر من حيث النقل ...

هذا هو التعريف الشرعي والفقهي للقرآن الكريم ... فإذا سقطت
أي من هذه الشروط الست ... فلا يُعتبر قرآنا ...

ولذلك فهي في حاجة إلى تعليق صغير وسريع :

------- كلام الله تعالى ... -------

وهو شرط عام ... سيحدده أكثر ما سيأتي من باقي الشروط ..
ووصفته هنا بأنه شرط عام ... لأنه ليس كل كلام الله تعالى قرآنا ..
فالزبور والتوراة والإنجيل والآحاديث القدسية من كلام الله تعالى ..
ولكنهم ليسوا قرآنا .. وكذلك سائر كلام الله تعالى .. فإنه يتكلم
بما يشاء لمن يشاء كيفما يشاء ... ولكنه لا يُعتبر أيضا قرآنا
كما سنرى الآن ...

------- المُنزل على نبيه محمد ... -------

وهو الشرط الثاني ... وبه يتم استبعاد كل ما أنزله الله تعالى
من الكتب السابقة من أن يكون قرآنا .. وتحديد المُنزل عليه
بوصفه ( نبي ) فيه تخصيص لنبينا محمد صلى الله عليه
وسلم وليس أي محمد آخر ..

------- بلفظه العربي ... -------

وهو الشرط الثالث .. وبه يتم استبعاد تراجم القرآن الكريم
بسائر اللغات أن تكون قرآنا أو في حكم القرآن ..
وذلك لأنه مهما يكن من دقة الترجمة .. فلن تخلو أبدا من
زيادة حروف وكلمات عن النص الأصلي للقرآن أو نقصانها
لمحاولة تقريب المعاني .. ناهيك بالطبع عن خصائص اللغة
العربية نفسها .. وهي أقوى وأعم من أن تترجمها أو تحيط
بمعاني كلماتها أي لغة أخرى على وجه الأرض ...

------- المُتعبد بتلاوته ... -------

وهو الشرط الرابع .. وفيه قصر القرآن على كلام الله تعالى
الذي أنزله على نبيه محمد باللفظ العربي .. والذي يتعبد
به المسلمون الله تعالى في التلاوة أو الصلاة ..
وبهذا الشرط تخرج أيضا : التراجم والتفاسير المختلفة
للقرآن عن حُكم القرآن ..
وكذلك أيضا يتم استبعاد ( الآحاديث القدسية ) من أن تكون
قرآنا .. لأنه لا يُتعبد بتلاوتها أو بالصلاة بها ..

------- المكتوب في المصاحف ... -------

وبهذا الشرط الخامس ينكشف لنا زيف أهل الأهواء من
مُحترفي التحريف والتلبيس في الدين .. كقول الشيعة الضال
بأن هناك قرآنا آخرا غير الذي بأيدينا اليوم .. أو ( تأليف )
الأمريكان للقرآن الزائف ( الفرقان الحق ) !!!..
ويكفي الشرط الذي بين أيدينا الآن لبيان هذا الزيف والضلال ..
وذلك لعدم وجود هذه ( الضلالات ) في المصاحف القديمة المُعترف
بها منذ أيام الصحابة .. وحين نسخ عثمان رضي الله عنه المصحف
ووزع هذه النسخ على الأمصار ..

------- المتواتر من حيث النقل ... -------

وهذا هو الشرط السادس والأخير .. وهو شرط لا يُمكن تزييفه
أو التحايل عليه بحالٍ من الأحوال .. ذلك لأن الله تعالى تعهد
بحفظ القرآن بنفسه .. ومن هذا الحفظ : حفظه في الصدور
وفي الكتابة .. بحيث لا يُمكن الزيادة عليه أو النقصان منه ..

وهنا يظهر بشدة اختلافا جليا بين القرآن والسنة .. فالقرآن انتقل
إلينا كاملا تاما بنفس الكلمات والحروف بفضل الله تعالى وحفظه
له .. وأما نصوص السنة الكثيرة .. فقد تم نقلها إلينا بالمعنى
إلا ما شاء الله .. وذلك لأنه معروف في علم الحديث جواز
رواية الحديث أو الواقعة بالمعنى .. وهو ما يظهر لنا عندما
نقرأ روايتين أو أكثر لحديث واحد .. فله عدة عوامل تتسبب
فيه .. ليس مجال ذكرها الآن .. وأما الآحاديث المتواترة
لفظا ومعنا في السنة فهي ليست بالكثير ..

والنقل المتواتر : هو أن يكثر النقلة لشيء مُعين .. إلى الحد الذي
لا يُمكن معه تكذيب هذا الشيء .. وخصوصا إذا جاء التطابق
في نقلهم لهذا الشيء .. مع عدم اجتماعهم جميعا من قبل أو
تواطئهم على الكذب .. كأن يتم إخبارنا عن طريق مئات الأشخاص
عن وجود بلد في أوروبا مثلا اسمها فرنسا .. حينئذٍ لا يمكن
تكذيب هذا الخبر .. مع اتفاقهم جميعا في النقل والوصف ..
مع العلم بعدم تقابلهم جميعا بعضهم ببعض من قبل !!..

وبهذا النقل المتواتر للقرآن الكريم .. يتقلص بجانبه ويزول كل
ما عداه .. كما قلنا من قبل : كتأليفات الشيعة الباطلة ..
وأيضا يتميز القرآن الكريم بقراءاته السبع عن ( القراءات
الشاذة ) للقرآن كما سنرى في المشاركة القادمة ...

- تجميع القرآن .. واختلاف القراءات .. ------------

قبل أن نتكلم عن اختلاف القراءات للقرآن الكريم ..
بما في ذلك بيان لبعض القراءات الشاذة ..

أود أولا أن أذكر قصة جمع القرآن نفسه لأول مرة من بعد موت
النبي .. حيث أن الصحابة كانوا يدونون آيات القرآن وسوره
في حياة النبي على عظام كتوف الحيوانات والجلود ... إلخ ..
ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد استكمل الله تعالى
تنزيل القرآن عليه .. وكان جبريل عليه السلام يراجعه القرآن
في شهر رمضان من كل عام مرة .. إلا العام الذي توفاه الله
فيه .. فقد راجعه القرآن مرتين كما في الحديث المشهور الصحيح ..

وأيضا كان الصحابة يعرفون ترتيب الآيات والسور بما أعلمهم
به النبي وقت الوحي ..

ومما لا يعرفه كثير من الناس أن الله تعالى قد أجاز لنبيه قراءة
القرآن على سبعة أحرف .. وهي من أكثر لهجات العرب شيوعا
في هذا الوقت .. ولا شك أن هذا من باب التيسير على الناس ..

وهو مصداقا للأحاديث الصحيحة الكثيرة بهذا المعنى :

" أتاني جبريل وميكائيل .. فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري ..
فقال جبريل : يا محمد اقرأ القرآن على حرف .. فقال ميكائيل :
استزده ( وفي روايات أخرى للحديث بين أن ذلك شفقة منه على أمته ) .. فقلت :
زدني .. فقال : اقرأه على ثلاثة أحرف .. فقال ميكائيل : استزده .. فقلت : زدني ..
كذلك حتى بلغ سبعة أحرف .. فقال : اقرأه على سبعة أحرف كلها شاف كاف " ..
والحديث له روايات عديدة في كتب السنن .. وقد اخترت هذه الرواية لما بها من توضيح وشمول ..
وهي في صحيح الجامع الصغير للألباني المجلد الأول – 78 ..

" اقرءوا القرآن على سبعة أحرف .. فأيما قرأتم أصبتم .. ولا تماروا فيه ..
فإن المراء فيه كفر " .. صحيح الجامع الصغير للألباني المجلد الأول – 1163 ..

" وعن عمر بن الخطاب يقول : سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة
الفرقان على غير ما أقرؤها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها ،
فكدت أن أعجل عليه ، ثم أمهلته حتى انصرف ، ثم لببته ( أي أخذته بمجامع
ردائه في عنقه وجررته ) بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت :
يا رسول الله ، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ " .. فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هكذا أنزلت " .. ثم قال لي : " اقرأ " ..
فقرأت ، فقال: " هكذا أنزلت " .. ثم قال : " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف
فاقرءوا ما تيسر منه " .. الحديث صحيحٌ في السنن كأبي داود والنسائي والترمذي وصححه الألباني ..

وأشهر هذه القراءات السبع على الإطلاق وأكثرها انتشارا
هي المعروفة الآن باسم : " قراءة حفص عن عاصم " .. وهي
القراءة التي أنزلت على النبي بلغة قومه وعشيرته ( قريش ) .. لذلك
فهي تعد أقوى القراءات وأصحها عن النبي .. لقول الله تعالى :

" وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبين لهم " .. إبراهيم – 4 ..

وهو ما يبدو جليا في قصة جمع القرآن وقت عثمان من تقديم الصحابة لها
عن باقي القراءات إذا وقع خلاف ..

فتعالوا معا لنرى تفاصيل القصة عن قرب كما يرويها لنا أولا
أحد أبرز أبطالها " زيد بن ثابت " في صحيح البخاري :

" عن زيد بن ثابت قال : أرسل إليّ أبو بكر رضي الله عنه مقتل أهل اليمامة
( أي بعد معركة اليمامة ) .. فإذا عمر بن الخطاب عنده .. قال أبو بكر :
إن عمر أتاني .. فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقرّاء القرآن ..
وإني أخشى إن استحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن ..
وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن .. قلت لعمر ( أي أبو بكر ) :
كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!.. فقال عمر :
هذا والله خير .. فلم يزل عمر يُراجعني فيه حتى شرح الله صدري لذلك ..
ورأيت الذي رأى عمر .. قال زيد : قال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ،
وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتتبع القرآن فاجمعه ..
( فقال زيد ) فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما
أمرني به من جمع القرآن .. قال : قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله النبي
صلى الله عليه وسلم ؟!!.. قال ( أي أبو بكر ) : هو والله خير ..
فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ..
فقمت .. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال ..
حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع أبي خزيمة الأنصاري ..
لم أجدها مع أحد غيره ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) حتى خاتمة براءة ..
فكانت الصحف عند أبي بكر .. حتى توفاه الله .. ثم عند عمر حياته .. ثم عند حفصة " ..

وأما توحيد المصاحف في مصحف واحد ونسخه وإرساله إلى
سائر الأمصار .. فقد تم في عهد عثمان رضي الله عنه .. وفي
هذه المرة أيضا يروي لنا أنس بن مالك في صحيح البخاري فيقول :

" أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان .. وكان ( أي حذيفة ) يُغازي أهل الشام في
فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق .. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ..
فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين .. أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب
اختلاف اليهود والنصارى !!.. فأرسل عثمان إلى حفصة : أن أرسلي إلينا بالصُحف ..
ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك .. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ..
فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام ..
فنسخوها في المصاحف .. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاث : إذا اختلفتم في شيء
من القرآن .. فاكتبوه بلسان قريش .. فإنما نزل بلسانهم .. ففعلوا .. حتى إذا نسخوا
الصحف في المصاحف .. رد عثمان الصحف إلى حفصة .. وأرسل إلى كل أفق
بمصحف مما نسخوا .. وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يُحرق " ..

وبذلك نسخ عثمان رضي الله عنه المصحف : ثمان نسخ ..
أرسل ستا منها إلى الأمصار .. وجعل بالمسجد النبوي واحدا ..
واحتفظ لنفسه بواحد سُميَ : المصحف الإمام ..

فهذه هي قصة جمع القرآن .. وهذه هي قصة اختلاف القراءات
السبع للقرآن .. واللتان يجب على كل مسلم معرفتهما ..
وليتأكد بأن الله تعالى حفظ القرآن حتى يأتينا كاملا غير منقوصا
حرفا واحدا .. وذلك على حسب ما ارتضى وقدّر بحكمته
القديمة السابقة ..

ويكفي مثالا واحدا لتعرف كيف أن مشيئة الله تعالى نافذة .. وأنه كل
شيء عنده بقدر .. هذا المثال يتعلق بإضافة الآيات الأخيرة من
سورة التوبة إلى المصحف .. والتي لم تكن إلا مع أبي خزيمة الأنصاري ..
( وهي تكملة الحديث السابق في صحيح البخاري ) ..

وكان الصحابة لا يثبتون الآيات إلا بشهادة رجلي عدل عليها ..
ولكنهم أثبتوها في حالة أبي خزيمة .. أتدرون لماذا ؟!!..

لأن الله تعالى قدَّرَ منذ سنوات لحادثةٍ أن تقع .. يتهم فيها أحد اليهود
النبي أنه لم يعطه ويدفع له حقه .. والرسول يقسم له أنه أعطاه
حقه !!.. ولكن الرجل يجحد ويقول : هل هناك شاهد على هذا ؟..
وهنا .. ينطق أبو خزيمة بالشهادة لرسول الله على اليهودي ..
فانكسر اليهودي واندحر .. ثم انصرف .. وعندها تعجب النبي
من قول أبي خزيمة .. لأنه يعرف أنه لم يكن معهما أحد ..
فيخبره أبو خزيمة ( وبقوة إيمانه ) أنه يصدقه فيما هو أكبر وأجل
من هذا ( وهي رسالة الإسلام بأكملها ) .. أفلا يصدقه في
هذه الواقعة البسيطة !!..
وعندها .. يُخبر النبي بأن شهادة أبي خزيمة الأنصاري بشهادتان !!..

فسبحان من بيده ملكوت السماوات والأرض ..
وكل شيء عنده بمقدار !!..
Admin
Admin
مدير المنتدى
نقاط التميز: 1514
مدير المنتدىنقاط التميز: 1514

ذكر عدد الرسائل : 492
العمر : 38
العمل/الترفيه : الأنترنيت كرة القدم
تاريخ التسجيل : 20/07/2008

https://startaza.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى